فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الفيل:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه عن أُبي: «مَنْ قرأ سورة الفيل عافاه الله أَيّام حياته في الدّنيا من القَذْف والمسْخ»، وحديث علي: «يا علي مَن قرأها فكأَنَّما تصدّق بوزنه ذهبا، وله بكلّ آية قرأها شربة يشربها إِذا خرج من قبره، وأَعطاه الله ثواب الصدّيقين». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الفيل مقصودها الدلالة على آخر الهمزة من إهلاك المكاثرين في دار التعاضد والتناصر بالأسباب، فعند انقطاعها أولى لأختصاصه سبحانه وتعالى بتمام القدرة دون التمكن بالمال والرجال، واسمها الفيل ظاهر الدلالة على ذلك بتأمل سورته، وما حصل في سيرة جيشه وصورته. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {ألم تر كيف}:

السّورة مكِّية آياتها خمس إِجماعًا.
وكلماتها ثلاث وعشرون.
وحروفها ثلاث وتسعون.
فواصل آياتها على اللاَّم.
سمّيت سورة الفيل؛ لقوله: {بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}.

.معظم مقصود السّورة:

بيان جزاءِ الأَجانب، ومكرهم، وردُّ كيدهم في نحرهم، وتسليط أَنواع العقوبة على العصاة والمجرمين، وسوء عاقبتهم بعد حين في قوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}.
السّورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
المتشابهات:
قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ} أَتى في مواضع وهذا آخرها.
ومفعولاه محذوفان و{كَيْفَ} مفعلو {فَعَلَ} لا يعمل فيه ما قبله؛ لأَنه استفهام، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الفيل:
وردت تسميتها في كلام بعض السلف سورة {ألم تر}. روى القرطبي في تفسير سورة قريش عن عمرو بن ميمون قال: صليت المغرب خلف عمر بن الخطاب فقرأ في الركعة الثانية {ألم تر} (الفيل: 1) و{لإيلاف قريش} (قريش: 1). وكذلك عنونها البخاري. وسميت في جميع المصاحف وكتب التفسير: سورة الفيل.
وهي مكية بالاتفاق.
وقد عدت التاسعة عشرة في ترتيب نزول السور نزلت بعد سورة {قل يا أيها الكافرون} وقبل سورة الفلق.
وقيل: قبل سورة قريش لقول الأخفش إن قوله تعالى: {لإيلاف قريش} (قريش: 1) متعلق بقوله: {فجعلهم كعصف مأكول} (الفيل: 5)، ولأن أبي بن كعب جعلها وسورة قريش سورة واحدة في مصحفه ولم يفصل بينهما بالبسملة ولِخَبَرِ عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب المذكور آنفًا رَوى أن عمر بن الخطاب قرأ مرة في المغرب في الركعة الثانية سورة الفيل وسورة قريش، أي ولم يكن الصحابة يقرأون في الركعة من صلاة الفرض سورتين لأن السنة قراءة الفاتحة وسورة فدل أنهما عنده سورة واحدة. ويجوز أن تكون سورة قريش نزلت بعد سورة الفلق وأُلحقت بسورة الفيل فلا يتم الاحتجاج بما في مصحف أبي بن كعب ولا بما رواه عَمرو بن ميمون.
وآيها خمس.
أغراضها:
وقد تضمنت التذكير بأن الكعبة حرَم الله وأن الله حَماه ممن أرادوا به سوءًا أو أظهر غضبه عليهم فعذبهم لأنهم ظلموا بطمعهم في هدم مسجد إبراهيم وهو عندهم في كتابهم، وذلك ما سماه الله كيدًا، وليكون ما حلّ بهم تذكرة لقريش بأن فاعل ذلك هو رب ذلك البيت وأن لا حظّ فيه للأصنام التي نصبوها حوله.
وتنبيه قريش أو تذكيرهم بما ظهر من كرامة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله إذ أهلك أصحاب الفيل في عام ولادته.
ومن وراء ذلك تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يدفع عنه كيد المشركين فإن الذي دفع كيد من يكيد لبيته لأحَقُّ بأن يدفع كيد من يكيد لرسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ويشعر بهذا قوله: {ألم يجعل كيدهم في تضليل} (الفيل: 2).
ومن وراء ذلك كله التذكير بأن الله غالب على أمره، وأن لا تغُر المشركين قُوتُهم ووفرة عددهم ولا يوهن النبي صلى الله عليه وسلم تألبُ قبائلهم عليه فقد أهلك الله من هو أشد منهم قوة وأكثرُ جمعًا.
ولم يتكرر في القرآن ذكر إهلاك أصحاب الفيل خلافًا لقصص غيرهم من الأمم لوجهين:
أحدهما: أن إهلاك أصحاب الفيل لم يكن لأجل تكذيب رسول من الله، وثانيهما أن لا يَتخذ منه المشركون غرورًا بمكانةٍ لهم عند الله كغرورهم بقولهم المحكي في قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللَّه واليوم الآخر} (التوبة: 19) الآية وقوله: {وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون} (الأنفال: 34). اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الفيل:
مكية.
وآياتها خمس آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الفيل مكية، وهي تتحدث عن قصة (اصحاب الفيل) حين قصدوا هدم الكعبة المشرفة، فرد الله كيدهم في نحورهم، وحمى بيته من تسلطهم وطغيانهم، وأرسل على جيش (أبرهة الأشرم) وجنوده أضعف مخلوقاته، وهي الطير التي تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارة صغيرة، ولكنها أشد فتكا وتدميرا من الرصاصات القاتلة، حتى أهلكهم الله وأبادهم عن آخرهم، وكأن ذلك الحدث التاريخى الهام، في عام ميلاد سيد الكائنات (محمد بن عبد الله) صلوات الهن وسلامه عليه، سنة سبعين وخمسمائة ميلادية، وكان من أعظم الإرهاصات الدالة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الفيل 105:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في غير المكي والشامي ونظيرتها في المكي قريش والإخلاص وتبت والفلق وفي الشامي تبت والإخلاص والفلق.
وكلمها ثلاث وعشرون كلمة ككلم المسد والفلق.
وحروفها ستة وتسعون حرفا.
وهي خمس آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{الفيل}.
1- {تضليل}.
2- {أبابيل}.
3- {سجيل}.
4- {مأكول}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الفيل:
الكيد: إرادة وقوع ضر بغيرك على وجه الخفاء، والتضليل: التضييع والإبطال تقول ضلّلت كيد فلان إذا جعلته باطلا ضائعا، والطير: كل ما صار في الهواء، صغيرا كان أو كبيرا، والأبابيل: الجماعات، لا واحد له من لفظه، والسجيل: الطين الذي تحجر، والعصف: ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، وتعصفه الرياح: فتأكله الماشية، {مأكول}: أي أكلت الدواب بعضه وتناثر بعضه الآخر من بين أسنانها. اهـ.

.قال الفراء:

سورة الفيل:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}
قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ...}. يقول: ألم تُخبرَ عن الحبشة، وكانوا غزوا البيت وأهلَ مكة، فلما كانوا بذى المجاز مروا براعٍ لعبد المطلب فاستاقوا إبله، فركب دابته وجاء إلى مكة، فصرخ بصراخ الفزع ثم أخبرهم الخبر، فجال عبدالمطلب في متن فرسه ثم لحقهم، فقال له رجلان من كندة وحضرموت: ارجع، وكانا صديقين له، فقال: والله لا أبرح حتى آخذ أبلى، أو أُوخَذَ معها، فقالوا لأَصْحمة رئيس الحبشة: ارددها عليه؛ فإنه آخذها غدوة، فرجع بإبله، وأخبر أهل مكة الخبر، فمكثوا أياما لا يرون شيئًا، فعاد عبد المطلب إلى مكانهم فإِذا هم كما قال الله تبارك وتعالى: (كالْعَصْف المَأْكُولِ) قد بعث الله تبارك وتعالى عليهم طيرا في مناقيرها الحجارة كبعر الغنم، فكان الطائر يرسل الحجر فلا يخطئ رأس صاحبه، فيخرج من دبره فقتلتهم جميعا، فأخذ عبد المطلب من الصفراء والبيضاء يعنى: الذهب والفضة ما شاء، ثم رجع إلى أهل مكة فأخبرهم، فخرجوا إلى عسكرهم فانتبهوا ما فيه.
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ}
وقوله عز وجل: {أَبَابِيلَ...}.
لا واحد لها مثل: الشماطيط، والعباديد، والشعارير كل هذا لا يفرد له واحد، وزعم لى الرؤاسى وكان ثقة مأمونا: أنه سمع واحدها: إِبَّالة لا ياء فيها. ولقد سمعت من العرب من يقول: (ضِغث على إبَّالة) يريدون: خِصب على خِصب. وأمّا الإيبالة: فهى الفضلة تكون على حمل الحمار أو البعير من العلف، وهو مثل الخِصبِ على الخصب، وحمل فوق حمل، فلو قال قائل: واحد الأبابيل إيبالة كان صوابا، كما قالوا: دينار دنانير. وقد قال بعض النحويين، وهو الكسائى: كنت أسمع النحويين يقولون: أبوك مثل العِجّول والعجاجيل.
{تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ}
ويقال: {سِجِّيلٍ...} كالآجر مطبوخ من طين، فقال الكلبى: حدثنى أبو صالح قال: رأيت في بيت أم هانئ بنت أبى طالب، نحوا من قفيز من تلك الحجارة سودا مخططة بحمرة.
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}
وقوله عز وجل: {كَعَصْفٍ...}.
والعصف: أطراف الزرع قبل أن يدرك ويسنبل. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الفيل:
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}
[186] قال: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ}. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الفيل:
3- {أَبابِيلَ}: جماعات متفرّقة.
4- {مِنْ سِجِّيلٍ} قال ابن عباس: من آجرّ.
5- {كَعَصْفٍ} يعني: ورق الزّرع.
و{مَأْكُولٍ} فيه قولان:
أحدهما: أن يكون أراد: أنه أخذ ما فيه- من الحب- فأكل، وبقي هو لا حبّ فيه.
والآخر: أن يكون أراد: العصف مأكولا للبهائم، كما تقول للحنطة: «هذا المأكول» ولمّا يؤكل. وللماء: «هذا المشروب» ولمّا يشرب.
يريد: أنهما مما يؤكل ويشرب. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الفيل:
1 {أصحاب الفيل}: قوم من الحبشة رئيسهم أبرهة.
2 {فِي تَضْلِيلٍ}: عمّا قصدوا له.
3 {أَبابِيلَ}: جماعات، واحدها: (إبّول)، والإبل المؤبلة: الكثيرة.
قالت عائشة رضي اللّه عنها: «رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان». اهـ.